والإماتة والإحياء والإعطاء والمنع، والآخر يوم القيامة، فشأنه فيه الجزاء والحساب والثواب والعقاب، قال مقاتل: نزلت الآية في اليهود حين قالوا: إن الله لا يقضي يوم السبت شيئًا، ففيها رد لهم، وكل ظرف لما دل عليه قوله:(هو في شأن) أي: يقلب الأمور كل يوم، أو يحدثها كل يوم، أو نحوه، كما في "بحر العلوم". انتهى من "حدائق الروح والريحان".
وفي السندي: قوله: "ويفرج كربًا" في "الصحاح": الكرب كالضرب؛ هو الغم الذي يأخذ بالنفس، وتفريج الغم إزالته، وفرج الله عنك الغم تفريجًا، كأفرج؛ أي: أزال، وفرج الله عنك غمك -بالتخفيف- يفرج من باب ضرب؛ أي: كشف. انتهى.
يعني: أنه يقال بالتشديد وبالتخفيف، لكن التخفيف أنسب هنا لفظًا، والتشديد أنسب معنىً؛ لما فيه من الدلالة على المبالغة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه عن أصحاب الأمهات، ورواه البخاري موقوفًا في تفسير (سورة الرحمن)، ورواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق أم الدرداء به.
فدرجته: أنه حسن؛ لما مر، وغرضه: الاستشهاد به.
تتمةُ الباب
والجهمية: منسوبة إلى جهم بن صفوان الذي قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال، وقال: لا فعل لأحد غير الله تعالى دائمًا، وينسب الفعل إلى العبد مجازًا من غير أن يكون فاعلًا أو مستطيعًا لشيء، وزعم أن علم الله تعالى حادث، وامتنع من وصف الله تعالى بأنه شيء أو حي أو عالم أو مريد، حتى قال: لا أصفه بوصف يجوز إطلاقه على غيره، قال: وأصفه بأنه خالق ومحي