ومميت وموحَّد -بفتح المهملة الثقيلة- لأن هذه الأوصاف خاصة به تعالى، وزعم أن كلامه تعالى حادث.
قال الحافظ: وليس الذي أنكروه على الجهمية مذهب الجبر خاصة، وإنما الذي أطبق السلف على ذمهم بسبب إنكار الصفات، حتى قالوا: إن القرآن ليس كلام الله تعالى، وإنه مخلوق، وكذلك المعتزلة سموا أنفسهم أهل العدل والتوحيد، وعنوا بالتوحيد ما اعتقدوه من نفي صفات الإلهية؛ لاعتقادهم أن صفاتها تستلزم التشبيه، ومن شبه الله بخلقه .. أشرك، وهم في نفي الصفات موافقون للجهمية، وأما أهل السنة .. ففسروا التوحيد بنفي التشبيه والتعطيل، ومن ثم قال الجنيد فيما حكاه أبو القاسم القشيري: التوحيد إفراد القديم من المحدث.
وقال أبو القاسم التميمي في كتاب "الحجة": التوحيد مصدر وحد يوحد، ومعنى وحدت الله: اعتقدته منفردًا بذاته وصفاته لا نظير له ولا شبيه، وقيل: معنى وحدته علمته واحدًا، وقيل: سلبت عنه الكيفية والكمية، فهو واحد في ذاته لا انقسام له، وفي صفاته لا شبيه له، وفي ملكه وتدبيره لا شريك له ولا رب سواه ولا خالق غيره. انتهى ملخصًا من "الفتح"، انتهى "بذل المجهود".
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة وعشرون حديثًا:
واحد منها للاستدلال، وهو أولها، وواحد للمتابعة، واثنان للاستئناس، واثنان وعشرون للاستشهاد، كما مر بيانها على التفصيل.