أي: سمعته يقول: (قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا استأذن أحدَكم) بالنصب على أنه مفعول مقدم (جارُهُ) بالرفع على أنه فاعل (أن يغرز) - بكسر الراء - أي: يضع ذلك الجار (خشبة) داره؛ أي: طرفها (في جداره) أي: على جدار ذلك الأحد .. (فلا يمنعه) أي: فلا يمنع ذلك الأحد جاره من وضع خشبة على جداره، قال السندي:(خشبته) بالإضافة إلى الضمير، أو بتاء الوحدة، روايتان، وبينهما فرق؛ لأن الواحدة يخف على الجار أن يسمح بها، بخلاف الخشب الكثير.
قيل المراد بالواحدة: الجنس، فيتحد معنى الروايتين.
قوله:"فلا يمنعه" بالجزم على النهي، أو بالرفع على النفي، والجمهور على أنه محمول على الندب، وقال الإمام أحمد وأهل الحديث: إنه محمول على الوجوب.
(فلما حدثهم) أي: فلما حدث (أبو هريرة) هذا الحديث للناس .. (طأطؤوا) أي: نكسوا (رؤوسهم، فلما رآهم) أبو هريرة ناكسين خافضين رؤوسهم من مقالته هذا الحديث .. (قال) لهم أبو هريرة: (ما لي) أي: أي شيء ثبت لي بأن (أراكم) أيها الناس (عنها معرضين؟ ! ) أي: في رُؤْيَتِي إياكم معرضين عن مقالتي هذه كارهين لها.
(والله) أي: أقسمت لكم بالإله الذي لا إله غيره؛ (لأرمين بها) أي: بهذه المقالة على ظهوركم (بين أكتافكم) بالتاء جمع كتف، أو بالنون جمع كنف؛ بمعنى: الجانب؛ أي: لأُشِيعَنَّ هَذه المقالةَ فيكم، فلا يمكن أن تغفلوا