عنها، ويحتمل عود الضمير للخشبة، والمعنى: إن رضيتم بهذا الحكم .. فذاك، وإلا .. لأجعلن الخشبة بين رقابكم كارهين، والمراد: المبالغة في إجراء الحكم فيهم وإن ثقل عليهم، قيل: قاله أبو هريرة حين كان أميرًا على المدينة. انتهى "سندي".
وفي "التحفة": قوله: "لأرمين بها"، وفي رواية أبي داوود:(لألقينها) أي: لأشيعن هذه المقالة فيكم، ولأقرعنكم بها؛ كما يضرب الإنسان بالشيء بين كتفيه؛ ليستيقظ من غفلته.
وقال الخطابي: معناه: إن لم تقبلوا هذا الحكم وتعملوا به راضين .. لأجعلنها؛ أي: الخشبة على رقابكم كارهين، قال: وأراد بذلك المبالغة، وبهذا التأويل جزم إمام الحرمين تبعًا لغيره، وقال: إن ذلك وقع من أبي هريرة حين كان يلي إمرة المدينة، وقد وقع عند ابن عبد البر:(لأرمين بين أعينكم وإن كرهتم)، وهذا يرجح التأويل المتقدم، كذا في "الفتح". انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المظالم والغصب، باب لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره، ومسلم في كتاب المساقاة، باب غرز الخشب في جدار الجار، وأبو داوود في كتاب الأقضية، أبواب القضاء، والترمذي في كتاب الأحكام، باب ما جاء في الرجل يضع على حائط جاره خشبًا، وقال: حديث حسن صحيح، وأحمد في "المسند" وغيرهم.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.