(عن بشير) مكبرًا (بن نَهِيك) -بفتح النون وكسر الهاء آخره كشاف- السدوسي أبي الشعثاء البصري، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته؛ رجاله ثلاثة منهم كوفيون، وواحد مدني، وواحد بصري، وحكمه: الضعف؛ لأن ليث بن أبي سليم مختلط متروك، وفي "الزوائد": إسناده ضعيف؛ لأن ليث بن أبي سليم ضعفه الجمهور.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من داع يدعو) الناس (إلى شيء) أي: إلى أمر من الأمور معروفًا كان أو منكرًا .. (إلَّا وقف) بالبناء للمفعول من وقف المتعدي؛ بمعنى: أوقف، ومنه قوله تعالى:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}(١) أي: إلَّا وقف ذلك الداعي (يوم القيامة) على رؤوس الأشهاد.
وقوله:(لازمًا لدعوته) حال من ضمير (وقف) أي: وقف حالة كونه ملازمًا مصاحبًا لدعوته، و (ما) في قوله: (ما دعا إليه) خيرًا أو شرًّا في محل الجر بدل اشتمال من دعوته؛ أي: ملازمًا لها دعا إليه مصاحبًا له غير مفارق عن دعوته، بل معه دعوته، ويحتمل كونه صفة لمصدر محذوف؛ أي: إلَّا وقف وقوفًا لازمًا مستمرًا إلى فصل القضاء لأجل دعوته إلى ما دعا إليه، ويحتمل كون (ما) مفعولًا لازمًا؛ أي: ملازمًا ما دعا إليه لأجل دعوته إليه، فيناقش في دعوته؛ ليؤجر إن دعا إلى خير، ويعاقب إن دعا إلى شر، وقوله:(وإن دعا رجل رجلًا) غاية لوقف؛ أي: وقف للمناقشة في دعوته وإن دعا رجلًا واحدًا فقط.