للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ شُعْبَةُ: "خَيْرُكُمْ"، وَقَالَ سُفْيَانُ: "أَفْضلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".

===

سلام: لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب فتنة لا يغلق إلى يوم القيامة، رضي الله عنه وأرضاه.

وهذا السند من سباعياته؛ رجاله واحد منهم مدني، وثلاثة كوفيون، وثلاثة بصريون، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(قال) عثمان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال شعبة) في روايته: (خيركم، وقال سفيان: أفضلكم) أي: إن من خيركم وأفضلكم أيها المسلمون (من تعلم القرآن وعلمه)، قال الطيبي: أي: خير الناس باعتبار التعلم والتعليم من تعلم القرآن وعلمه. انتهى.

قال القاري في "المرقاة": ولا يتوهم أن العمل خارج عنهما؛ لأن العلم إذا لَمْ يكن مورثًا للعمل ليس علمًا في الشريعة؛ إذ أجمعوا على أن من عصى الله تعالى .. فهو جاهل. انتهى.

قال السندي: والمراد: أن من تعلم القرآن وعلمه من جملة الأخيار، لا أنه أفضل من الكل، وبه يندفع التدافع بين الأحاديث الواردة بهذا العنوان، ثم المقصود في مثله: بيان أن وصف تعلم القرآن وتعليمه من جملة خيار الأوصاف، فالموصوف به يكون خيرًا من هذه الجهة، أو يكون خيرًا مطلقًا إن لَمْ يعارض هذا الوصف معارض، فلا يرد أنه كثيرًا ما يكون المرء متعلمًا أو معلمًا القرآن ويأتي بالمنكرات، فكيف يكون خيرًا؛ وقد يقال: المراد من تعلم القرآن وعلمه مع مراعاته عملًا، وإلا .. فغير المراعي يعد جاهلًا. انتهى.

قال الحافظ: فإن قيل: يلزم أن يكون المقرئ أفضل من الفقيه .. قلنا: لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>