للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٨٨) - ٢١٠ - (٢) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،

===

المخاطبين بذلك كانوا فقهاء النفوس؛ لأنهم كانوا أهل اللسان، فكانوا يدرون معاني القرآن بالسليقة أكثر مما يدريها من بعدهم بالاكتساب، فكان الفقه لهم سجية، فمن كان في مثل شأنهم .. شاركهم في ذلك، لا من كان قارئًا أو مقرئًا محضًا لا يفهم شيئًا من معاني ما يقرأه أو يقرئه، فإن قيل: فيلزم أن يكون المقرئ أفضل ممن هو أعظم منه عناء في الإسلام بالمجاهدة والرباط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلًا .. قلنا: حرف المسألة يدور على النفع المتعدي، فمن كان حصوله عنده أكثر .. كان أفضل، فلعل (من) مضمرة في الخبر، ويحتمل أن تكون الخيرية وإن أطلقت لكنها مقيدة بناس مخصوصين خوطبوا بذلك، كان اللائق بحالهم ذلك، أو المراد: خير المتعلمين من يعلّم غيره لا من يقتصر على نفسه انتهى. انتهى من "تحفة الأحوذي".

وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: البخاري؛ أخرجه في كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وأبو داوود؛ أخرجه في كتاب الصلاة، باب فاتحة الكتاب، والترمذي؛ أخرجه في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه النسائي أيضًا وغيرهم.

فدرجته: أنه صحيح، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عثمان رضي الله عنه، فقال:

(٨٨) - ٢١٠ - (٢) (حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي.

قال: (حدثنا وكيع) بن الجراح الكوفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>