وهذا السند من سداسياته؛ رجاله ثلاثة منهم بصريون، واثنان مدنيان، وواحد واسطي، وحكمه: الضعف؛ لأن في سنده علي بن زيد وهو متفق على ضعفه، وعبد الله بن زياد، وقد ضعف أيضًا.
(قال) أبو ذر: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر؛ لأن تغدو) بفتح اللام للابتداء، وأن مصدرية والمصدر المنسبك منها مبتدأ خبره (خير)، نظير:{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}(١) أي: لخروجك من بيتك غدوة؛ أي: أول النهار (فتعلم) بالنصب معطوف على (تغدو) من العلم أو من التعلم بحذف إحدى التاءين، وهو أظهر في المعنى؛ أي: لأن تغدو من بيتك وتبكر إلى مجلس القرآن، فتتعلم (آية من كتاب الله) سبحانه وتعالى .. (خير لك) أي: أكثر أجرًا لك (من أن) تجلس في بيتك و (تصلي مئة ركعة) من النوافل؛ لأن تعلم الآية فرض ولو على سبيل الكفاية، بخلاف النافلة من الصلاة، فالفرض أكثر أجرًا من النفل غالبًا.
(ولأن تغدو) وتبكر من بيتك إلى مجلس العلم (فتعلم) أي: فتتعلم (بابًا) أي: نوعًا (من) أبواب (العلم) الديني؛ كالفقه والحديث والتفسير وما يحتاج إليه فيها؛ كالنحو والصرف والبلاغة؛ وذلك كباب الصلاة وباب الصيام والزكاة (عمل به أو لَمْ يعمل به) بالبناء للمفعول في الفعلين؛ أي: سواء كان ذلك العلم مما ينتفع به في الأعمال الظاهرة؛ كالفقه، أم كان مما يصحح الأعمال الظاهرة؛ كعلم العقائد .. (خير لك) أي: أعظم أجرًا لك (من