بالخير والشر: الحق والباطل، وللحق نور في القلب يتبين به أنه الحق، وللباطل ظلمة يتضيق بها القلب عن قبوله، فلا يدخل فيه إلَّا بتردد وانقباض للقلب عن قبوله، وهذا هو الموافق للمثل المشهور: الحق أبلج والباطل لجلج من غير أن ينفذ، ويحتمل أن يكون هذا بيان ما ينبغي أن يكون المؤمن عليه؛ أي: اللائق بحاله أن يكون الخير عادته والشر مكروهًا له، لا يدخل عليه إلَّا باللجاجة والخصام مع الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
(ومن يرد الله به خيرًا) كاملًا .. (يفقهه) أي: يصيره فقيهًا عالمًا في الدين) وأبي سلام.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة عن أصحاب "الأمهات"، وفي "الزوائد": رواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق هشام بن عمار بإسناده ومتنه سواء.
فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة رضي الله عنه.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، فقال:
(٩٨) - ٢٢٠ - (٣)(حدثنا هشام بن عمار) السلمي الدمشقي.
قال:(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي الدمشقي.
قال:(حدثنا روح بن جناح) الأموي، مولاهم (أبو سعد) الدمشقي، قال عثمان الدارمي عن دحيم: ثقة، إلَّا أن مروان أخاه أوثق منه، وقال أبو نعيم: