القصة قوله:"أنتم أعلم بأمر دنياكم"، وكأنه قال: وأنا أعلم بأمر دينكم، "ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئًا - من الوحي - .. فخذوا به" أي: بالذي حدثتكم عن الله تعالى.
وهذا أَمْرُ جزمٍ بوجوب الأخذ عنه في كل أحواله؛ من الغضب والرضا والمرض والصحة، وإنما أمرتكم بالأخذ به "فإني" أي: لأني "لن أكذب" - بكسر الذال من باب ضرب - أي: لن أقول "على الله عز وجل" بالكذب ولن أنسب إليه ما لم يقله ولم يأمرني به؛ أي: لا يقع منه فيما يبلغه عن الله تعالى كذب ولا غلط لا سهوًا ولا عمدًا، وقد قلنا: إن صدقه في ذلك هو مدلول المعجزة، وأما الكذب العمد المحض .. فلم يقع منه قط في خبر من الأخبار، ولا جرب عليه شيء من ذلك منذ أنشأه الله تعالى إلى أن توفاه الله تعالى، وقد كان في صغره معروفًا بالصدق والأمانة، ومجانبة أهل الكذب والخيانة، حتى إنه كان يسمى بالصادق الأمين، يشهد له بذلك كل من عرفه وإن كان من أعدائه وممن خالفه. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الإمام مسلم في كتاب الفضائل، باب وجوب امتثال ما قاله شرعًا دون ما ذكره في معاش الدنيا على سبيل الرأي، والبيهقي في "السنن الكبرى".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث طلحة بن عبيد الله بحديث أنس وعائشة رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٩٥) - ٢٤٣٠ - (٢)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان