للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ

===

كان؛ من مفارقة الأوطان، والضرب في البلدان، إلى غير ذلك، وأي علم كان؛ من علوم الدين قليلًا أو كثيرًا، رفيعًا أو غير رفيع.

(وإن الملائكة) الكرام (لتضع) أي: لتبسط (أجنحتها) جمع جناح، وجملة (إن) معطوفة على الجملة الشرطية، وكذا الجملة التي بعدها، ووضع الأجنحة يحتمل أن يكون على حقيقته، وإن لَمْ يشاهد؛ أي: لتضعها لتكون وطاءً له إذا مشى، أو تكف أجنحتها عن الطيران وتنزل لسماع العلم، وأن يكون مجازًا عن التواضع؛ تعظيمًا لحقه ومحبة للعلم.

وقوله: (رضًا) بالقصر وبالمد .. حال من فاعل (تضع) على تأويله بالمشتق؛ أي: مرضين (لطالب العلم) أو راضين بما صنع، أو مفعول له؛ أي: لأجل إرضائها لطالب العلم بما يصنع؛ من حيازة الوراثة العظمى، وسلوك السنن الأسنى.

(وإن طالب العلم) الديني (يستغفر له) إذا لحقه ذنب، مجازاة على حسن صنيعه بإلهام من الله تعالى إياهم ذلك؛ وذلك لعموم نفع العلم؛ فإن مصالح كلّ شيء ومنافعه منوطة به، قال الطيبي: هو مجاز من إرادة استقامة حال المستغفر له. انتهى، قال القاري: والحقيقة أولى.

(من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء) وفي رواية: (في البحر) جمع حوت، خصها بالذكر لدفع إيهام أن من في الأرض لا يشمل من في البحر، كذا قيل، (وإن فضل العالم) أي: الغالب عليه العلم؛ وهو الذي يقوم بنشر العلم بعد أدائه ما توجه إليه من الفرائض والسنن المؤكدة (على العابد)

<<  <  ج: ص:  >  >>