للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ".

===

البيع والشراء والنِّكَاح والطلاق، إذا أراد الدخول في شيء من ذلك .. يجب عليه طلب علمه، وقيل: هو علم الفرائض الخمس التي بني عليها الإسلام، وقيل: هو طلب علم التوحيد بالنظر والاستدلال والنقل، وقيل: هو طلب علم الباطن؛ وهو ما يزداد به العبد يقينًا، وهو الذي يكتسب بصحبة الصالحين والزهاد والمقربين؛ فهم ورثة علم النبيين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. انتهى، انتهى من "السندي".

قوله: "فريضة" لغة في الفرض؛ كالشريطة في الشرط، وليست التاء للتأنيث، فجمع الفريضة فرائض، والفرض فروض؛ كالشرائط والشروط.

(وواضع العلم عند غير أهله) أي: والمعلم الذي وضع العلم وأفتاه لمن لا يصلح لحمله ولا يقدر أن يحمل عنه ويتعلم؛ كأن يدرس الكتب المطولة للمبتدي، أو علم الطب لمن لا يصلح للعلاج، وعلم الزراعة لمن لا يصلح لها؛ أي: وواضع العلم بالتدريس والتعليم والإفتاء عند من لا يليق به؛ لعدم الاستعداد له .. (كمقلد الخنازير) والحيوانات الخسيسة ومطوقها (الجوهر) النفيس (واللؤلؤ والذهب)، ووجه الشبه: وضع الكل في غير المحل اللائق به.

قال الطيبي: هذا يشعر بأن كلّ علم يختص باستعداد وله أهل، فإذا وضعه في غير موضعه .. فقد ظلمه، فمثَّله بتقليد أخس الحيوانات بأنفس الجواهر؛ تهجينًا لذلك الوضع وتنفيرًا عنه، وفي ذكر هذا التشبيه بعد قوله: "طلب العلم فريضة" .. إعلام بأنه ينبغي لكل أحد طلب ما يليق باستعداده وفهمه ويوافق منزلته ودرجته بعد حصول ما هو واجب من الفرائض العامة، وعلى العالم أن يخص كلّ طالب بما هو مستعد له. انتهى.

وفي "الزوائد": هذا الحديث إسناده ضعيف؛ لضعف حفص بن سليمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>