(قال) أبو أمامة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم) أي: الزموا (بهذا العلم) الديني بالتعلم والتعليم، والإشارة فيه إلى علم الدين الذي بعث به صلى الله عليه وسلم لنشره؛ فإنه المعهود في محاورة الحاضرين بحضوره في ذهنهم، فصح الإشارة إليه، (قبل أن يقبض) ويرفع من بينكم، (وقبضه أن يرفع) أي: من عندكم برفع من جاء به من الدنيا.
(وجمع) صلى الله عيه وسلم (بين إصبعيه الواسطى و) السبابة (التي تلي الإبهام) أي: ضم إحداهما إلى الأخرى مشيرًا بهما (هكذا) أي: إلى جهة السماء لبيان جهة الرفع، أو ضم بينهما مشيرًا إلى قرب، أوان القبض لما بينهما من الاتصال، (ثم قال: العالم) الذي يعلم العلم (والمتعلم) الذي يتعلم العلم (شريكان في الأجر) أي: في نيل الأجر والثواب، (وَلَا خير في سائر الناس) أي: في باقيهم ممن لا يعلم ولا يتعلم، وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم:"من يرد الله به خيرًا .. يفقهه في الدين"، فأشار إلى أن طالب الفقه كالفقيه، ومن لا فقه له ولا طلب .. فلا خير له؛ لتنزيل الحرمان عن خير الفقه منزلة الحرمان عن مطلق الخير.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه ضعيف (١٢)(٣٣)؛ لأن في سنده راويًا متفقًا على ضعفه؛ وهو علي بن يزيد الألهاني، وغرضه: الاستئناس به.