للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا؛ فَرُبّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ".

===

أي: خص الله بالبهجة والسرور (امرأ سمع مقالتي) فحفظها كما في بعض الرواية؛ أي: بالقلب أو بالكتابة، (فبلغها) كما سمعها، كما في بعض الرواية؛ أي: من غير زيادة ولا نقصان، خصه بها لما رزق بعلمه ومعرفته من القدر والمنزلة بين الناس في الدنيا ونعمه في الآخرة حتى يرى عليه رونق الرخاء والنعمة، ثم قيل: إنه إخبار؛ يعني: جعله ذا نضرة، وقيل: دعاء له بالنضرة وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة؛ (فرب حامل فقه) أي: علم وحافظه (غير فقيه) أي: غير عالم معناه، فيبلغه إلى فقيه.

(ورب حامل فقه) فقيه، فيبلغه (إلى من هو أفقه منه) أي: فرب حامل قد يكون فقيهًا ولا يكون أفقه، فيحفظه ويبلغه إلى من هو أفقه منه، فيستنبط منه ما لا يفهمه الحامل، أو إلى من يصير أفقه منه، وهذا إشارة إلى فائدة النقل والداعي إليه، قال الطيبي: قوله: "إلى من هو أفقه منه" .. هو صفة لمدخول (رب) استغني بها عن جوابها؛ أي: رب امرئ حامل فقه أداه إلى من هو أفقه منه، وقوله: "فرب حامل فقه غير فقيه" بيَّن به أن راوي الحديث ليس الفقه من شرطه، إنما شرطه الحفظ، وعلى الفقيه التفهم والتدبر. قاله المناوي.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة بهذا السند، وقد أخرجه أحمد والطبراني في "الكبير".

فدرجته: أنه حسن لغيره؛ لأن له شاهدًا من حديث زيد بن ثابت المذكور قبله، حسَّنه الترمذي، كما مر آنفًا، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>