الصحابة تنصرف إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ففيه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أحيانًا كان يجلد ثمانين أيضًا، وزاد في رواية ما قال علي:(وهذا أحب إلي) والإشارة فيه إلى ثمانين؛ بدليل أن الذي أشار على عمر بإقامة الحد ثمانين هو علي؛ كما في "الموطأ". انتهى.
قوله:(لما جيء بالوليد بن عقبة إلى عثمان) أي: لما أتي بالوليد من الكوفة؛ لأنه كان واليًا بها، وكان شاربًا سيئ السيرة؛ فقد صلى بالناس الصبح في الكوفة ركعتين وهو سكران، ثم التفت إليهم، فقال لهم: أزيدكم في الصلاة؛ بتقدير همزة الاستفهام، فقال بعض أهل الصف الأول: ما زلنا في زيادة منذ وليتنا، وما تزيدنا، لا زادك الله من الخير؟ ! وحصب الناس الوليد بحصباء المسجد، فشاع ذلك في الكوفة، وجرى من الأحوال ما اضطر به عثمان إلى استحضاره إلى المدينة، وكان الوليد أخاه لأمه، وكان شجاعًا شاعرًا جوادًا.
وقد ذكر ابن عبد البر في "الاستيعاب"(٣/ ٥٩٨) من نفس طريق عبد العزيز بن المختار أنه صلى أربعًا، ولكنه لَمْ يذكر الرواة قبل عبد العزيز، والصحيح المعروف في حديث مسلم أنه صلى ركعتين، وأما أبو داوود وابن ماجة .. فلم يذكرا قصة صلاة الصبح، ولا شك أن رواية مسلم راجحة على رواية "الاستيعاب" على أنه يستبعد أن يصلي الرجل في الفجر أربع ركعات، وفي القوم أمثال ابن مسعود؛ كما صرح به ابن عبد البر، ولا ينبهونه عليه. انتهى.
قوله:(أزيدكم) حمله الطاعنون فيه على أنه كان سكران، فقال ذلك؛ لأجل سكره، ومن اعتذر له قال: إنه نسي العدد ولم يكن سكران، والله أعلم. انتهى من "التكملة"، وفي رواية مسلم:(فشهد عليه) أي: على الوليد (رجلان؛ أحدهما: حمران) بن أبان مولى عثمان فشهد عليه حمران (أنه) قد (شرب الخمر، وشهد) عليه رجل (آخر أنه يتقيأ) خمرًا؛ أي: يخرج من