للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبْيَاتِنَا رَجُلٌ مُخْدَجٌ ضَعِيفٌ، فَلَمْ يُرَعْ إِلَّا وَهُوَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَاءِ الدَّارِ يَخْبُثُ بِهَا، فَرَفَعَ شَأْنَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "اجْلِدُوهُ ضَرْبَ مِئَةِ سَوْطٍ"، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ؛ هُوَ أَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ، لَوْ ضرَبْنَاهُ مِئَةَ سَوْطٍ .. مَاتَ قَالَ: "فَخُذُوا لَهُ عِثْكَالًا

===

(قال) سعيد: (كان بين أبياتنا) ودورنا معاشر آل سعد بن عبادة (رجل مخدج) - بضم الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة - أي: ناقصُ الخَلْقِ؛ مأخوذ من أخدجت الناقة؛ إذا جاءت بولدها ناقص الخَلْق، وإن كانت أيامه تامة .. فهي مُخْدِجٌ، والولد مخدج - بفتح الدال - أي: ناقص الخلق. انتهى "مختار".

(ضعيف) أي: عديمُ القوة (فلم يُرَعْ) ذلك الرجل - بالبناء للمفعول - أي: لَمْ يفجَأْ ولم يُزْعَجْ؛ من الروع؛ وهو الفزع (إلَّا وهو) واقعٌ (على أمة من إماء الدار) والجارِ، حالة كونه (يَخْبُثُ) أي: يَفْعَلُ الخبثَ ويَزْنِي (بها) أي: بتلك الأمة (فرفعَ شأنَه) وفِعْلَه الخبيثَ (سعدُ بن عبادة) الخزرجي (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد: (اجلدوه) أي: اضربوا ذلك الرجدٍ ضرب مئة سوط) أي: اضربوه مئة جلدة بسوط، فهو من إضافة المصدر إلى آلته.

(قالوا) أي: قال أهلُ دارنا الذاهبون مع سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا نبي الله؛ هو) أي: ذلك الرجل (أضعف من ذلك) الحد الذي ذكرته؛ أي: من جلده مئة، فلا يقدر عليها، بل يخاف منها موته؛ كما قالوا: (لو ضربناه مئة سوط) أي: مئة جلدة بسوط .. (مات) منها.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فخذوا له) أي: لجلده (عثكالًا)

<<  <  ج: ص:  >  >>