واعلم: أن مذهب أهل الحق إلا يكفر أحد من المسلمين بارتكاب كبيرة ما عدا الشرك، وعلى هذا فيحمل قوله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا" في حق مثل هذا على معنى ليس على طريقتنا ولا على شريعتنا؛ إذ سنة المسلمين وشريعتهم التواصل والتراحم لا التقاتل ولا التقاطع، ويجري هذا مجرى قوله صلى الله عليه وسلم:"من غشنا .. فليس منا" ونظائره، وتكون فائدته: الردع والزجر عن الوقوع في مثل ذلك؛ كما يقول الوالد لولده إذا سلك غير سبيله:"لست منك، ولست مني".
وكما قال الشاعر:
إذا حاولت في أسد فُجُورًا ... فإني لست منك ولست مني
وفي "المازري": (في أمر) بدل (في أسد).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم: في كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من حمل علينا السلاح .. فليس منا"، قال السندي: وحديث يعقوب بن حميد بن كاسب عن المغيرة بن عبد الرَّحمن انفرد به ابن ماجة، وحديث يعقوب بن حميد بن كاسب عن أنس بن عياض انفرد به ابن ماجة.
فدرجة هذا الحديث: الصحة؛ لصحة سنده إلَّا الأخير؛ كما مر، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال: