وجمع بعض الرواة بينهما، فقال:(من عكل أو عرينة) بالشك؛ كما في "البخاري" في الوضوء، أو (من عكل وعرينة) بلا شك؛ كما في "البخاري" في المغازي، ويؤيده ما رواه أبو عوانة والطبري من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس قال:(كانوا أربعة من عرينة، وثلاثة من عكل)، ولا يخالف هذا ما رواه البخاري في الجهاد والديات:(أن رهطًا من عكل ثمانية) لاحتمال أن يكون الثامن من غير القبيلتين، وكان من أتباعهم، فلم ينسب. هذا ملخص ما في "فتح الباري"(١/ ٣٣٧)، فراجعه للتفصيل.
(قدموا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) المدينة، وذكر ابن إسحاق في المغازي أن قدومهم كان بعد غزوة ذي قرد، وكانت غزوة ذي قرد، في جمادى الآخرة سنة ست.
وذكرها البخاري في المغازي بعد الحديبية، وكانت في ذي القعدة سنة ست، وذكرها الواقدي في "مغازيه" أنَّها كانت في شوال منها، وتبعه ابن سعد وابن حبان وغيرهما، كذا في "الفتح".
قوله:(قدموا المدينة) أخرج البخاري في المحاربين عن أنس قال: قدم رهط من عكل على النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في الصفة، وهذا يدلُّ على أنهم أقاموا في الصفة قبل خروجهم إلى إبل الصدقة.
وزاد في رواية يحيى بن أبي كثير:(فأسلموا)، وفي رواية أبي رجاء:(فبايعوه) على الإسلام.
(فاجتووا المدينة) أي: كرهوا هواء المدينة ومرضوا فيها.
قال ابن فارس: يقال: اجتويت البلد؛ إذا كرهت المقام فيه، وإن كنت في نعمة، وقيده الخطابي بما إذا تضرر بالإقامة فيه، وهو المناسب لهذه القصة،