(رب) محذوف، وهو خبر المبتدأ، تقديره: يوجد أو يكون؛ أي: مبلغ أحفظ؛ أي: أفطن وأفهم أو أكثر مراعاةً لمعناه وعملًا بمقتضاه، وليس المراد الحفظ اللساني، وأوعى لما أقول (من سامع) مني موجود كثيرًا أو قليلًا، وصرح بذلك أبو القاسم بن منده في روايته من طريق هوذة عن ابن عون ولفظه:(فإنه عسى أن بعض من لَمْ يشهد أوعى لما أقول من بعض من شهد).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد وابن حبان، قال المناوي: وإسناده صحيح.
قلت: فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث زيد بحديث أبي بكرة رضي الله عنهما، فقال:
(١٠٩) - ٢٣١ - (٤)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري.
قال:(حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ (القطان) التميمي أبو سعيد البصري.
قال ابن بشار:(أملاه علينا) أي: أملى يحيى بن سعيد هذا الحديث الآتي علينا، والإملاء: حكاية القول لمن يكتبه.
قال يحيى:(حدثنا قرة بن خالد) السدوسي أبو خالد البصري، ثقة ضابط،