للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: "اسْمَعُوا مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ".

===

(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) للحاضرين عنده: ("اسمعوا ما يقول سيدكم") ورئيسكم؛ أي: انظروا إلى غيرته حيث حملته على ذلك؛ أي: على قتل ذلك الزاني؛ أي: اسمعوه مصغين إلى قوله، ولعل أولئك الحاضرين كانوا خزارجة، وكان سعد وجيهًا في الأنصار ذا رياسة وسيادة؛ كما في "أسد الغابة" قال ملا علي: وفي ذكر السيد هنا إشارة إلى أن الغيرة من شيمة كرام الناس وساداتهم. انتهى.

وفيه أيضًا إشارة إلى أن سعد بن عبادة إنما يقول هذا من غيرته المحمودة التي جبل عليها، ولا يقصد بذلك مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى ذلك: تعجبوا من قَوْلِ سيدِكم. انتهى "نواوي"، قال الأنباري: السيد: هو الذي يفوق قومه في الفخر.

قلت: ولذلك لا يكون حتى يجتمع له من خصال الشرف والفضائل والكمال ما يبرز بها عليهم ويتقدمهم بسببها، وهو أيضًا الحليم الذي لا يستفزه الغضب، وهو أيضًا الحسن الخلق، وهو أيضًا الرئيس؛ كما قال الشاعر:

فإن كنت سيدنا سدتنا ... وإن كنت للخال فاذهب فخل

وأنشد ابن قتيبة:

نحن قتلنا سيد الـ ... ـخزرج سعد بن عبادهْ

ورميناه بسهـ ... ـمين فلم يخطئ فؤادهْ

انتهى من "الأبي" و "المفهم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب اللعان، وأبو داوود في كتاب الديات، باب فيمن وجد مع أهله رجلًا أيقتله؟

<<  <  ج: ص:  >  >>