للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

في النساء، ولذالك كان أزواجُ النبي صلى الله عليه وسلم يَعْدُدْنَ هذا المخنثَ مِن غير أولي الإربة، فكانوا لا يَحْجُبُونَه، إلى أَنْ ظهرَ منه ما ظهر فحَجَبُوهُ.

واختلف العلماء في اسم هذا المخنث الذي كان عند أم سلمة: والأشهر أن اسمه هَيْتٌ - بياء ساكنة بعد الهاء مثناة من تحتها آخره مثناة فوقية - وقيل: صوابه: هَنَبٌ - بنون وباء موحدة أخيرًا - والهَنَب: الرجلُ الأحمق، قاله ابن دُرستويه، اسمه عبد الله بن جعفر بن محمد بن درستويه مِن علماء اللغة، والقولُ الأولُ هو الأصح، وجمعَ بينهما أبو موسى المديني بأن أحدَهما اسمٌ له، والآخر لَقبٌ.

وقيل: اسم هذا المخنث: هو مَاتِعٌ - بمثناة فوقية - مولى أبي فَاخِتَة المخزومية، قيل: وكان هو وهَيْتُ يدخلان بيوتَ النبي صلى الله عليه وسلم، فلما وقعت هذه القِصة الآتية .. غَرَّبَهما النبي صلى الله عليه وسلم من المدينةِ، فورَدَ في بعضها أنه صلى الله عليه وسلم أَجْلاه إلى الحِمَى؛ موضع رَعْي إبل الصدقة، وفي بعضِها: إلى حَمْراءِ الأسد، وفي بعضِها: إلى خَاخٍ، والله أعلم. انتهى من "المفهم".

قوله: (وهو يقول لعبد الله بن أبي أمية) أي: لأخي أم سلمة من أبيها، وأمه عاتكةُ بنت عبد المطلب بن هاشم، وكان قبل إسلامه شديدًا على المسلمين مخالفًا مُبْغِضًا لهم، وهو الذي قال فيما حكاه الله عنه: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ... } الآياتِ (١)، وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه خرج مهاجرًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه بالطريق بين السُّقيا والعَرج، وهو صلى الله عليه وسلم يريد مكةَ عامَ الفتح فتلقَّاه، فأعرض عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة، فدخَلَ على أُخْتِه


(١) سورة الإسراء: (٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>