(عن) والدتها (أم سلمة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات، ومن لطائفه: أن فيه رواية صحابية عن صحابية، وبنت عن والدة.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها) أي: على أم سلمة في بيتها (فسمع) النبي صلى الله عليه وسلم (مخنثًا) أي: صوته (وهو) أي: والحال أن ذلك المخنث (يقول لعبد الله بن أبي أمية) أخي أم سلمة لأبيها: (إن يفتح الله) عليكم (الطائف غدًا) وغلبتم أهلها وغنمتم نساءهم وصبيانهم .. (دللتك) يا عبد الله (على) أخذ بنت غيلان؛ فإنها (امرأة) إذا أقبلت إليك بوجهها .. (تقبل) إليك (بأربع) عكن؛ وهي طيات البطن (و) إذا أدبرت إليك بظهرها .. (تدبر) إليك (بثمان) عكن.
وفي رواية مسلم زيادة: قالت أم سلمة: فسمع رسول الله قول هذا المخنث؛ أي: قوله الذي قاله لعبد الله بن أبي أمية من الوصية له ببنت غيلان (فقال النبي صلى الله عليه وسلم) لمن عنده من المؤمنين: (أخرجوهم) أي: أخرجوا هؤلاء المخنثين (من بيوتكم) أي: من بيوت نسائكم، فلا يَدْخُلُن على نسائكم بعد اليوم؛ فإنهم من أولي الإربة إلى النساء.
قال القرطبي: المخنث: هو الذي يَلِينُ في قوله ويتكسَّرُ في مِشيته ويتثنَّى فيها؛ كالنساءِ؛ من التخنُّث؛ وهو اللَّيْنُ والتكسرُ، وقد يكون خِلقةً، وقد يكون تَصنُّعًا مِن الفَسَقةِ، ومن كان ذلك فيه خلقةً .. فالغالبُ مِن حاله أنه لا إِرْبَ له