للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ؛ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ".

===

والشر كلّ ما فيه ضرر إما عاجلًا أو آجلًا؛ كالشرك والمعاصي والبلاء، والمغاليق جمع مغلاق - بكسر الميم -: اسم آلة لغلق الباب ونحوه، وجمعه مغاليق ومغالق، ولا بعد أن يقدر ذوي مفاتيح للخير؛ أي: إن الله تعالى أجرى على أيديهم فتح أبواب الخير؛ كالعلم والصلاح على الناس حتى كأنه مَلَّكَهم مفاتيحَ الخير ووضعها في أيديهم، ولذلك قال: جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وتعدية الجعل بعلى لتضمنه معنى الوضع، وأولئك الذين كانوا مفاتيح الخير؛ كالأنبياء والمرسلين والعلماء العاملين.

(وإن من) أفراد (الناس) من جعله الله تعالى (مفاتيح للشر مغاليق للخير) وأولئك الذين كانوا مفاتيح الشر؛ كالطواغيت، وصناديد المشركين، وفرعون موسى، وفرعون محمد، وفرعون إبراهيم عليهم الصلاة والسلام؛ فإن هؤلاء الفراعنة أغلقوا على الناس أبواب الإيمان والخيرات، وفتحوا لهم أبواب الشرك والعقوبات؛ (فطوبى) فُعْلَى من الطيب؛ أي: معيشة طيبة وعاقبة محمودة (لمن جعل الله) سبحانه وتعالى (مفاتيح الخير) وخزائنه جارية (على يديه) لأنه يشارك العاملين بالخير في الأجر؛ لأن الدال على الشيء كفاعله.

(وويل) أي: هلاك أو اسم لواد في جهنم (لمن جعل الله مفاتيح الشر) وأسبابه جارية (على يديه) لأنه يشارك العاملين بالشر في الوزر، وبما ذكرنا في المعنى ظهر لك مناسبة ذكر هذا الباب في مسائل العلم.

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح لغيره؛ لأن له شواهد من حديث جرير بن عبد الله وأبي هريرة وأنس المذكورة في باب (من

<<  <  ج: ص:  >  >>