للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي: "إِنَّ عَبْدًا قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَيَّ رَجُلٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ:

===

(قال) أبو سعيد: (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم: إني (أخبركم) وأحدثكم (بما) أي: بحديث (سمعت من في) أي: من فم (رسول الله صلى الله عليه وسلم) مشافهةً لا بواسطة (سَمِعَتْهُ) بتاء التأنيث قبل الهاء؛ لأنه مسند إلى (أذناي) بصيغة التثنية؛ أي: سمعت لفظ ذلك الحديث أذناي من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ووعاه) أي: ووعى معنى ذلك (قلبي) على ظهرها؛ أي: لم أنس لفظه ولا معناه إلى الآن، وجملة قوله: (إن عبدًا ... ) إلى آخره، مستأنفة استئنافًا بيانيًا، ساقها لبيان ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: إن عبدًا كان فيمن قبلكم، وفي رواية شعبة عند البخاري: (كان في بني إسرائيل).

(قتل تسعة وتسعين نفسًا) ظلمًا، فندم على ذلك (ثم عرَضَتْ له) أي: ظهرت له (التوبة) أي: ظهر له أن يتوب إلى الله تعالى من تلك الذنوب (فسأل) ذلك العبدُ الناسَ (عن أعلم أهل الأرض) في ذلك الزمان؛ أي: أكثرهم علمًا بحكم الذنوب وشروط التوبة عنها ليسأله (فدُلَّ) ذلك العبد العاصي بصيغة المجهول؛ أي: دله الناس الذين سألهم عنه (على رجل) راهب؛ كما في رواية مسلم؛ أي: على رجل عابد من رهبان النصارى؛ أي: من عُبَّادهم، واستنبط الحافظ في "الفتح" (٦/ ٥١٧) من لفظ الراهب: أن ذلك كان بعد رفع عيسى عليه السلام؛ لأن الرهبانية إنما ابْتَدَعها أتباعه بَعْدَ رفعهِ إلى السماء؛ كما دل عليه القرآن الكريم.

(فأتاه) أي: فأتى ذلك العبد الرجلَ الذي دل عليه؛ يعني: الراهب (فقال)

<<  <  ج: ص:  >  >>