إلياس في طَلبها فأخذَهَا فطبَخَها، فسُمِّي طابخة، وَانْقَمَع عميرُ بن إلياس في الخِباء فلم يخرج، فسُمِّي قَمِعةَ، فخرجَتْ أُمه ليلى تَنْظُر مَشْيَ الخِنْدِفةِ؛ وهو ضَرْبٌ من المَشيِ فيه تَبَخْتُرٌ، فقال لها إلياسُ: أين تُخَنْدِفِين وقد رُدَّت الإبلُ؟ ! فسُمِّيت خندفًا، قاله المنذري. انتهى من "العون".
(وقام عيينة بن حصن) بن حذيفة (يطلب بِـ) ثَأرِ (دمِ عامر بن الأَضْبَط، وكان) عامرٌ المقتولُ (أشجعيًا) أي: منسوبًا إلى أشجع بن ريثِ بن غَطَفان بن سعد بن قيس عَيْلَان، وهو الذي قَتلَتْهُ سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم مُتعوِّذًا بالشهادة، وكان عامرٌ المقتول أشجعيًا؛ كما كان عُيينة بن حِصْن أشجعيًّا؛ لأن عيينة هو ابن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جُويرية بن لُوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان الفزاري، والمقتول: عامر بن الأخضر بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وكان عيينة بن حصن وعامر بن الأخضر المقتول من قبيلة واحدة، ولذلك طلب ثأر دمه، قاله المنذري.
وفي رواية لابن إسحاق في "المغازي": يقول زياد بن سعد بن ضميرة: حدثني أبي وجدي، وكانا شهدا حنينًا مع النبي صلى الله عليه وسلم قالا: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر يوم حنين، ثم جلس إلى ظل شجرة، فقام إليه الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن، وعيينة يومئذ يطلب بدم عامر بن الأضبط المقتول، قتله محلم بن جثامة، وهو في سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما تعوذ عامر بالشهادة، وكان عيينة وعامر المقتول من قبيلة واحدة؛ والأقرع بن حابس يدافع عن محلم بن جثامة، وهما أيضًا من قبيلة واحدة؛