(فقال لهم) أي: لقوم عيينة بن حصن وهم أولياء الدم (النبي صلى الله عليه وسلم تقبلون الدية؟ ) بتقدير همزة الاستفهام؛ أي: هل تقبلون يا قوم عيينة الدية، أو خبر بمعنى الأمر؛ أي: اقبلوا دية قتيلكم عامر بن الأخضر الأشجعي، قال زيد بن ضميرة: قال أبي وجدي: (فأبوا) أي: أبي قوم عيينة الذين هم أولياء الدم، وامتنعوا من قبول الدية، وطلبوا القصاص؛ أي: قتل محلم بن جثامة.
ولفظ رواية أبي داوود:(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عيينة؛ ألا تقبل الغير) - بكسر الغين وفتح الياء - هو الدية، والاستفهام فيه للتقرير (فقال عيينة: لا والله) لا نقبل (حتى أُدْخِلَ على نسائه) أي: القاتلِ (مِن الحرب) - بفتح الحاء وسكون الراء - أي: مِن المُقَاتِلَةِ (والحَزَنِ) - بفتحتين -: الأسف والفَجَع (ما أَدْخَل) القاتلُ (على نسائي، قال) أَي: أبي سعد أو جدي ضميرة: (ثُمَّ ارتفعَت الأصواتُ، وكَثُرَت الخصومة واللغطُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) ثانيًا: (يا عيينة؛ ألا تَقْبلُ الغِيرَ؟ فقال عيينة: مثل ذلك أيضًا.
(فقام رجل من بني ليث يقال له: مكيتل) بمثناة مصغرًا (فقال) ذلك الرجل، وهو من قوم القتيل عامر بن الأخضر:(يا رسول الله؛ والله) أي: أقسمتُ لك بالإله الذي لا إله غيره (ما شَبَّهْتُ) ولا مَثَّلْتُ (هذا القتيلَ) الذي قُتِل (في غُرَّةِ الإسلام) وبِدايَتِه.
قال في "النهاية": غُرة الإسلام: بدايتُه وأوَّله، وغرة كل شيء: أوله؛ أي: ما مثَّلْتهُ هو وقومَه، بل وجميعَ الناس (إلا كغنم وردَت) الماءَ للشربِ (فَرُمِيَت)