للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَلَا إِنَّ كَلَّ مَأْثُرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَدَمٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِدَانَةِ الْبَيْتِ وَسِقَايَةِ الْحَاجِّ، أَلَا إِنِّي قَدْ أَمْضيْتُهُمَا لِأَهْلِهِمَا كَمَا كَانَا".

===

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا (إن كُلَّ مأثرةٍ كانت في الجاهلية)؛ والمأثرة - بتثليث المثلثة على وزن المقبرة -: هي ما يؤثر ويذكر من مكارم أهل الجاهلية ومفاخرهم (و) كل (دم) وقع إراقته في الجاهلية ولم يقتص به (تحت قدمي هاتين) خبر إن؛ أي: باطل وساقط.

قال الخطابي: معناه: إبطالها وإسقاطها وإهدارها (إلا ما كان) منها (من سدانة البيت) والكعبة وعمارتها وخدمتها؛ والسدانة - بكسر السين وفتح الدال المهملتين -: هي خدمة البيت والقيام بأمرها (وسقاية الحاج) من ماء زمزم باستقائه من بئرها؛ فهما باقيان على ما هما عليه في الجاهلية، قال الخطابي: وكانت الحجابة في الجاهلية في بني عبد الدار، والسقاية في بني هاشم، فأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصار بنو شيبة يحجبون البيت، وبنو العباس يسقون الحجاج. انتهى.

كما قال صلى الله عليه وسلم: (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا: (إني قد أمضيتهما) أي: تركت السدانة والسقاية وأبقيتهما (لأهلهما) اللذين هما تحت ولايتهم في الجاهلية (كما كانا) لهم الآن.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الديات، باب الدية كم، والنسائي في كتاب القسامة، باب كم دية شبه العمد، والدارقطني في كتاب الحدود والديات، والبيهقي في كتاب الديات، باب شبه العمد، وعبد الرزاق في كتاب العقول، باب شبه العمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>