أي: لأجل جهد وجوع وضيق معيشة (أصابهم) أي: أصاب أهل المدينة، وهذه الواقعة كانت بعد فتح خيبر.
قوله:(فأتي محيصة) بالبناء للمفعول، وكذا قوله:(فأخبر) محيصة بالبناء للمفعول معطوف على محذوف؛ كما في "مسلم" تقديره: حتى إذا دخلا خيبر .. تفرقا لطلب حوائجهما؛ أي: ذهب أحدهما إلى موضع، والآخر إلى موضع آخر (فـ) بعدما تفرقا (أتي محيصة) أي: أتاه آت من أهل البلد (فأخبر) أي: فأخبره ذلك الآتي (أن عبد الله بن سهل) بن زيد رفيقك وابن عمك (قد قتل وألقي) بالبناء للمفعول فيهما؛ أي: قتله قاتل فألقاه ورماه (في فقير) والفقير: على وزن الفقير الذي هو مقابل الغنى: اسم لبئر قريبة القعر واسع الفم (أو) قال: ألقاه في (عين) ماء (بخيبر) بالشك من الراوي، وهنا حذف أيضًا؛ تقديره:(فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل، وهو يتشحط في دمه قتيلًا) أي: يضطرب ويتمرغ في دمه (فدفنه) أي: فدفن محيصة عبد الله القتيل هناك.
(فأتى) محيصة (يهود) خيبر (فقال) لهم: (أنتم) أيها اليهود (والله قتلتموه) ورميتموه في فقير، فليس هنا إنسان يقتله غيركم، فـ (قالوا) أي: قالت اليهود لمحيصة: (والله؛ ما قتلناه) أي: ما قتلنا عبد الله ولا عرفنا من قتله، فنحن بريئون من قتله (ثم أقبل) أي: ثم بعدما دفنه وتبرأت اليهود من قتله .. أقبل محيصة وتوجه للسفر إلى المدينة، فسافر إِلَيْهَا (حتى قدم) محيصة (على قومه) وأقاربه.