للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي ذَلِكَ، فَكَتَبُوا: إِنَّا وَاللهِ؛ مَا قَتَلْنَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: "تَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ"، قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ"، قَالُوا: لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِه، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ

===

إلى اليهود (في ذلك) أي: في شأن عبد الله القتيل (فكتبوا) أي: فكتبت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب رسالته: (إنا) معشر اليهود (والله؛ ما قتلناه) أي: ما قتلنا قتيلكم بأنفسنا ولا عرفنا من قتله (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحويصة ومحيصة) ابني مسعود (وعبد الرحمن) بن سهل أخي القتيل: أنتم ورثة القتيل (تحلفون) أنتم خمسين يمينًا موزعة عليكم (وتستحقون) عليهم بدل (دم صاحبكم) وقتيلكم؛ إما الدية عند الجمهور، وإما القصاص عند مالك إذا حلفوا على أن القاتل فلان بعينه.

(قالوا) أي: قال أولياء الدم معشر الثلاثة: (لا) نحلف يا رسول الله؛ هذا أمر لم نشهده، فكيف نحلف يا رسول الله؟ ! (قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فـ) إذًا؛ أي: فإذا أنتم لم تحلفوا لإثبات القتل عليهم .. (تحلف لكم) أي: تحلف (يهود) دفعًا لخصومتكم وبراءة منها على أنهم ما قتلوه فيهدر دم صاحبكم (قالوا) أي: قال أولياء الدم معاشر الثلاثة: هؤلاء اليهود (ليسوا بمسلمين) فكيف نصدق بأيمانهم؛ لأنهم لا يتورعون، فأبوا من أيمانهم ومن أيمان اليهود (فوداه) أي: فأدى دية القتيل (رسول الله صلى الله عليه وسلم) بنوق (من عنده) صلى الله عليه وسلم؛ أي: من خالص ماله؛ تسكينًا للفتنة، وجبرًا لقلوبهم.

وقوله: (فبعث) أي: أرسل (إليهم) أي: إلى أولياء الدم (رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>