للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"خُذْ أَرْشَكَ"، فَأَبَى، قَالَ: "اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ؛ فَإِنَّكَ مِثْلُهُ"، قَالَ: فَلُحِقَ بِهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: "اقْتُلْهُ؛ فَإِنَّكَ مِثْلُهُ"، فَخَلَّى سَبِيلَهُ قَالَ: فَرُئِيَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ ذَاهِبًا إِلَى أَهْلِهِ قَالَ: كَأَنَّهُ قَدْ كَانَ أَوْثَقَهُ.

====

("خذ أرشك") وديتك إن أبيت عن ترك القصاص بلا مقابل (فأبى) أي: امتنع عن أخذ الأرش إلا القصاص.

(قال) له النبي صلى الله عليه وسلم: خذ هذا القاتل و (اذهب) به (فاقتله) أي: فاقتل هذا القاتل (فإنك) أيها الولي (مثله) أي: مثل هذا القاتل في كون كل منهما قاتل نفس، وإن كان أحدهما وهو القاتل أولًا قتل بظلم، والآخر قتل بحق؛ وهو الولي الذي يستحق القتل، إلا أنه أطلق للترغيب في العفو وإصلاح ذات البين، والتعريض في مثله جائز، أو المراد: أنك مثله على تقدير صدقه في قوله: ما قتلته عمدًا. انتهى "سندي".

(قال) الراوي أنس بن مالك: (فَلُحِقَ به) أي: أدرك ذلك الولي الذي أبى إلا من القصاص (فقيل له) أي: لذلك الولي: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال) لك: (اقتله) أي: اقتل ذلك القاتل (فإنك) أيها الولي (مثله) أي: مثل ذلك القاتل في كون كل منهما قاتل نفس، فظن الولي مماثلتهما في دخول العذاب (فخلى) الولي وترك (سبيله) أي: سبيل ذلك القاتل؛ أي: فك طريقه وتركه ذاهبًا.

(قال) الراوي أنس بالسند السابق: (فرئي) بالبناء للمفعول؛ أي: أبصر ذلك القاتل بعد تخليته وفكه، حالة كونه (يجر) ويسحب على الأرض (نسعته) أي: حبله الذي ربطه به أولًا حالة كونه (ذاهبًا) راجعًا (إلى أهله) أي: إلى أهل بيته (قال) الراوي: (كأنه) أي: كأن ولي الدم (قد كان أوثقه) أي: أوثق ذلك القاتل ربطه أولًا؛ لئلا يفلت من يده، فلذلك جر على الأرض نسعته.

<<  <  ج: ص:  >  >>