قال أبو الدرداء:(سمعته) أي: سمعت هذا الحديث (أذناي) من رسول الله صلى الله عليه وسلم (ووعاه) أي: حفظ معنى هذا الحديث (قلبي) على ظهره.
قوله:"يصاب بشيء من جسده" من نحو قطع أو جرح (فيتصدق به) أي: عفا عنه، قال الطيبي: مرتب على قوله: "فيصاب" ومخصص له؛ لأنه يحتمل أن يكون ذلك سماويًّا، وأن يكون من العباد، فخص بالثاني؛ لدلالة قوله:"فتصدق به" وهو العفو عن الجاني.
وقال المناوي: إذا جنى إنسان على آخر جنايةً، فعفا عنه لوجه الله تعالى .. نال هذا الثواب المذكور. انتهى من "التحفة".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الديات، باب ما جاء في العفو (ج ٤/ ص ٦٥٠)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف سماعًا لأبي السفر من أبي الدرداء.
قال المنذري في "الترغيب": وروى ابن ماجه المرفوع منه عن أبي السفر عن أبي الدرداء، وإسناده حسن لولا الانقطاع. انتهى.
قلت: قول من رفع مقدم على من قطع؛ لما عنده من زيادة علم.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.