للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ نَحْوَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، وَكَانَ النَّاسُ يَمْشُونَ خَلْفَهُ، فَلَمَّا سَمِعَ صَوْتَ النِّعَالِ .. وَقَرَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ، فَجَلَسَ حَتَّى قَدَّمَهُمْ أَمَامَهُ؛ لِئَلَّا يَقَعَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ.

===

المشهور رضي الله عنه، له مائتا حديث وخمسون حديثًا، سكن الشام، ومات بها سنة ست وثمانين (٨٦ هـ). يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم شاميون إلَّا محمد بن يحيى؛ فإنه نيسابوري، وحكمه: الضعف؛ لأن أغلب رجاله ضعاف.

(قال) أبو أمامة: (مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر) أي: ذهب ومشى (نحو) أي: جهة (بقيع الغرقد) اسم لمقبرة أهل المدينة، والغرقد: اسم لشجر عظيم ذي شوك، أضيفت إليه لكثرته فيها في الأصل، (وكان الناس) أي: أصحابه (يمشون خلفه) أي: وراءه وعقبه.

(فلما سمع) رسول الله صلى الله عليه وسلم (صوت النعال) قد كثر وراءه .. (وقر) أي: عظم وثقل (ذلك) أي: كثرة صوت النعال خلفه؛ أي: كثرة الماشين وراءه (في نفسه) أي: على قلبه، (فجلس) أي: قعد وترك المشي قدامهم (حتى قدمهم أمامه) أي: حتى جعلهم قدامه (لئلا يقع في نفسه) أي: في قلبه (شيء من الكبر) والترفع على غيره، هذا على حسب ظن الراوي، فقد لا يكون السبب ذلك، بل يكون غيره؛ كجعل الوراء للملائكة الماشين معه، والقدام للناس، كما سيأتي في الحديث الآتي، وعلى تقدير أن الراوي أخذ ذلك من جهته، فيمكن أنه قال ذلك للتنبيه على ضعف طبيعة البشر، وأنه محل للآفات كلها لولا عصمة الله الكريم، فلا ينبغي له الاغترار، بل ينبغي له زيادة الخوف والأخذ بالأحوط والتجنب عن الأسباب المؤدية إلى الآفات النفسانية. انتهى "سندي".

<<  <  ج: ص:  >  >>