خص التمثيل به؛ لأنه قريب إلى غالب العمر في هذه الأمة؛ أي: ليعمل عمل الخير الذي يثاب عليه طول عمره.
(فإذا أوصى) في شيء مما ينبغي الإيصاء فيه؛ أي: أراد الإيصاء في آخر عمره .. (حاف) أي: جار وظلم وعدل عن الحق ونهج الصواب؛ بأن أوصى جميع ماله أو ما فوق الثلث؛ فرارًا من إرث ورثته وحرمانًا لهم (في وصيته) متعلق بحاف (فيختم) بالبناء للمفعول (له) عمره (بشر عمله، فيدخل النار) أي: يستحق دخول النار بهذا الشر الذي وقع منه في آخره؛ أي: يستحق دخولها، ولكن فضل الله تعالى واسع لمن جار في عمله بالتوبة عليه.
(وإن الرجل) وكذا المرأة؛ لأن النساء شقائق الرجال (ليعمل بعمل أهل الشر) من ترك المأمورات وارتكاب المنهيات (سبعين سنة) أي: طول حياته (فيعدل) أي: يفعل العدل (في وصيته) بأن أوصى ثلث ماله أو ما دونه في سبيل الخير؛ كالفقراء والمساكين وبناء المساجد والربط والمدارس الدينية (فيختم له) عمره (بخير عمله) كالعدل في وصيته (فيدخل الجنة) بالخير الذي عمله في آخر حياته؛ لأن العبرة في الأعمال خواتيمها.
(قال أبو هريرة) راوي الحديث رضي الله تعالى عنه: (واقرؤوا) أيها المستمعون الكرام (إن شئتم) مصداق هذا الحديث قوله تعالى: ({تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ... }) إلى قوله: ({عَذَابٌ مُهِينٌ})(١).