للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

لخوفه من اتكاله واتكال غيره على ما نص عليه صريحًا، وتركهم الاستنباط من النصوص، وقد قال الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (١)، والاعتناء بالاستنباط من آكد الواجبات المطلوبة، لأن النصوص الظاهرة لا تفي إلا بيسير من المسائل الحادثة، فإذا أهمل الاستنباط .. فات القضاء في معظم الأحكام النازلة، أو في بعضها، والله تعالى أعلم. انتهى.

فقد أغلظ عليَّ في الكلالة وعنفني في ترك الاستنباط فيها حتى طعن بإصبعه في صدري، وهذا الطعن مبالغة في الحث على النظر والبحث، وألا يرجع إلى السؤال عنها مع التمكن من البحث والاستدلال؛ ليحصل على رتبة الاجتهاد، ولينال أجر من طلب فأصاب الحكم ووافق المراد. انتهى من "المفهم".

(ثم قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عمر) ألا (تكفيك) بتقدير همزة الاستفهام التقريري مع لا النافية، كما في رواية مسلم؛ أي: (أ) تسألني عن الكلالة وتركت البحث، و (لا تكفيك) في بيان معنى آية الكلالة الأولى التي في أوائل سورة النساء التي رقمها (١٢) (آية الصيف؟ ! ) بالرفع على أنه فاعل تكفيك؛ أي: ألا تكفيك في بيان الآية الأولى الآية الثانية التي نزلت وقت الصيف والحر (التي) هي (نزلت في آخر سورة النساء) ونهايتها وخاتمتها؛ وهي قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}؟ ! (٢) يعني بها: آخر سورة النساء ونهايتها، فإنها نزلت في الصيف، وإنما أحال النبي صلى الله عليه وسلم عمر على النظر في هذه الآية الثانية؛ لأنه إذا أمعن في النظر فيها .. علم أنها مخالفة للآية الأولى في الوراثة وفي القسمة، فيتبين من كل آية


(١) سورة النساء: (٨٣).
(٢) سورة النساء: (١٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>