منهما معناها، ويترتب عليها حكمها، فيزول الإشكال، والله يعصم من الخطأ والضلال. انتهى من "المفهم".
وهذا الحديث قد دل على أن آخر آية من سورة النساء نزلت في فصل الصيف، وقد ذكر يحيى بن آدم بلاغًا أنها نزلت في الصيف، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى مكة، راجع "أحكام القرآن" للجصَّاصِ (٢/ ١٠٥).
وقال الخطابي في "معالم السنن"(٤/ ١٦٢): فإن الله سبحانه أنزل في الكلالة آيتين؛ إحداهما في الشتاء؛ وهي التي نزلت في أوائل سورة النساء، وفيها إجمال وإبهام لا يكاد يتبين هذا المعنى من ظاهرها.
ثم أنزل الأخرى في الصيف؛ وهي التي في آخر السورة، وفيها من زيادة البيان ما ليس في آية الشتاء، فأحال السائل عليها؛ ليتبين المرادُ بالكلالة المذكورة في الأولى. انتهى، انتهى من "العون".
ولعل الإشكال الذي قصد عمر حله أن الآية الأولى تدل بظاهرها على أن أخت الكلالة تحوز السدس، والثانية تدل على أنها تحوز النصف، فحصل التعارض بين الآيتين، فجمع بينهما بأن الآية الأولى إنما بينت نصيب الأخ أو الأخت إذا كانا من أم فقط، وبينت الثانية حكم الإخوة والأخوات إذا كانوا أشقاء أو كانوا من أب فقط، وقد انعقد الإجماع على أن الآية الأولى نزلت في حق الإخوة والأخوات من الأم فقط، وليست في حق الأشقاء أو في بني العلات، والثانية نزلت في الأشقاء أو لأب فقط، فانحل الإشكال وزال التعارض، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى من "الكوكب الوهاج".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الفرائض، باب