للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَمَنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ".

===

أعوذ بك من علم لا ينفع) صاحبه في الدين والدنيا؛ فإن من العلم ما لا ينفع صاحبه، بل يصير عليه حجة.

وقال السيوطي في بيان العلم الغير النافع: إنه الذي لا يهذب الأخلاق الباطنة، فيسري منها إلى الأفعال الظاهرة، فيفوز بها الثواب الآجل، وفي استعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور إظهار العبودية وإعظام للرب تبارك وتعالى، وأن العبد ينبغي له ملازمة الخوف ودوام الافتقار إلى جنابه تعالى، وفيه حث لأمته على ذلك وتعليم لهم، وإلا .. فهو صلى الله عليه وسلم معصوم من هذه الأمور، وفيه أن الممنوع من السجع ما يكون عن قصده إليه وتكلف في تحصيله، وأما ما اتفق حصوله بسبب قوة السليقة وفصاحة اللسان .. فبمعزل عن ذلك. انتهى "سندي".

(ومن دعاء لا يسمع) أي: لا يقبل ولا يستجاب، فكأنه غير مسموع حيث لَمْ يترتب عليه فائدة السماع المطلوبة منه، (ومن قلب لا يخشع) أي: لا يخضع لله سبحانه ولا يخاف منه فيمتثل أوامره ويجتنب نواهيه (ومن نفس لا تشبع) من الدنيا؛ أي: حريصة على الدنيا لا تشبع منها، وأما الحرص على العمل والخير .. فمحمود مطلوب، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (١).

وعبارة "تحفة الأحوذي" هنا: (ومن قلب لا يخشع) أي: لا يسكن ولا يطمئن بذكر الله، (ومن دعاء لا يسمع) بصيغة المجهول؛ أي: لا يستجاب، (ومن نفس لا تشبع) أي: بما آتاها الله، ولا تقنع بما رزقها، ولا تفتر عن جمع المال؛ لما فيها من شدة الحرص، أو من نفس تأكل كثيرًا، قال ابن الملك:


(١) سورة طه: (١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>