بيننا، قال عمرو بن العاص:(فأتيناه) أي: فأتيت أنا ومن معي من أولادي لعبد الملك (بكتاب عمر) بن الخطاب الذي كتب لي فيه باستحقاق ولاء موالي أم وائل.
(فقال) عبد الملك: (إن) مخففة من الثقيلة؛ بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها؛ أي: إنه؛ أي: إن الشأن والحال (كنت) أنا (لأرى) أي: لأعلم وأتيقن (أن هذا) الكتاب الذي كتبه عمر (من القضاء الذي لا يشك فيه) أي: في حقيقته وموافقته للحكم الصواب (وما كنت أرى) وأظن (أن أمر) وشان (أهل المدينة بلغ هذا) أي: وصل إلى الشك في هذا القضاء الذي قضى به عمر، وجملة (أن يشكوا) بدل من اسم الإشارة؛ بدل كل من كل؛ أي: بلغ أمرهم إلى شكهم (في هذا القضاء) الذي قضى به عمر، ثم قال عمرو:(فقضى) عبد الملك (لنا) أي: لي فيه ما مر، فجدد العهد به (فيه) أي: بقضاء عمر، ولفظة:(في) بمعنى الباء.
قال عمرو:(فلم نزل) نحن فيه ما مر؛ أي: فلم أزل أنا أعمل (فيه) أي: بقضاء عمر (بعد) أي: الآن؛ فـ (في) بمعنى: الباء أيضًا، وبعد: ظرف متضمن الغاية؛ أي: فلم أزل أعمل به إلى الآن، والله أعلم.
قوله:(وما أحرز الولد أو الوالد .. فهو لعصبته) قال في "السبل": المراد بإحراز الولد أو الوالد: ما صار مستحقًا لهما من الحقوق؛ فإنه يكون للعصبة ميراثًا. انتهى.
والحديث دليل على أن الولاء لا يورث، وفيه خلاف، وتظهر فائدة الخلاف