للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَرَكَ مَالًا .. فَلِوَرَثَتِه، وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا .. فَإِلَيْنَا - وَرُبَّمَا قَالَ -: فَإِلَى اللهِ وِإلَى رَسُولِه، وَأَنَا وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ

===

المشهور رضي الله تعالى عنه، نزل الشام ومات بها سنة سبع وثمانين (٨٧ هـ) على الصحيح، وله إحدى وتسعون سنة؛ كما بينه المؤلف بقوله: هو؛ أي: أبو كريمة (رجل من أهل الشام) وسكانه (من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). يروي عنه: (خ عم).

وهذان السندان من ثمانياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات أثبات.

(قال) المقدام: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك مالًا) قل أو كثر .. (فـ) هو أي: فذلك المال؛ كما في رواية مسلم: مقسوم (لورثته) لا حظ لي فيه (ومن ترك كلًّا) أي: عيالًا ضائعين .. (فإلينا) أي: فأمورهم مفوضة إلينا؛ بإنفاقهم ورِعَايَةِ مصالِحهم الدينيةِ والدنيويةِ.

والكل - بفتح الكاف - مفسر في "صحيح البخاري" بالعيال، وقيل: الكل - بفتح الكاف وتشديد اللام -: ما يتحمله الإنسان مما يشق عليه ويثقله، فكأنه قد كَلَّ تحته؛ لثقله كلالًا، قال السندي: (ومن ترك كلًّا) - بفتح فتشديد لام - أي: عيالًا ودينًا مما يثقل على صاحبه (فإلينا) مرجعه أو أمره؛ يريد: أنه يتحمَّلُ ذلك، ويُنفق على من يحتاج إلى الإنفاق. انتهى منه.

قال الراوي: (وربما قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم بدل قوله: فإلينا: (فإلى الله وإلى رسوله) أي: أموره مفوضة إليهما؛ يقضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه دينه، وينفق على عياله من مال بيت المال (وأنا وارث من لا وارث له) يعني: أنه يأخذ ماله، ويضعه في بيت المال، ويصرفه في مصالح المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>