للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا .. لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"؛

===

(عن أبي هريرة) الدوسي المدني رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله أربعة منهم مدنيون، وواحد بغدادي، واحد كوفي، وحكمه: الحسن؛ لأن فليح بن سليمان مختلف فيه، وسائر رجاله ثقات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تعلم علمًا مما يبتغى) ويطلب (به وجه الله) ورضاه سبحانه وتعالى، ومن بيان للعلم؛ أي: علمًا من العلم الذي يطلب به رضا الله تعالى؛ وهو العلم الشرعي، وما كان آلةً له وهو العلم بالشرائع والأحكام وآلاتها، حالة كونه (لا يتعلمه) أي: لا يطلب ولا يقصد تعلمه (إلَّا ليصيب) وينال (به) أي: بذالك العلم (عرضًا) يسيرًا ومتاعًا قليلًا (من الدنيا) أي: من أعراض الدنيا .. (لَمْ يجد) ولم يشم (عرف الجَنَّة) أي: رائحتها (يوم القيامة).

وفيه دلالة على أن الوعيد المذكور لمن لَمْ يقصد بالعلم الديني إلَّا الدنيا فقط، وأما من طلب بعلمه رضا المولى ومع ذلك له ميل ما إلى الدنيا .. فليس بداخل في هذا الوعيد، وكذا من طلب الدنيا بعلم الطب أو الهندسة أو الحساب أو المساحة .. فليس بداخل فيه.

والعرف بفتح العين وسكون الراء المهملتين، وفيه مبالغة في تحريم الجَنَّة؛ لأن من لَمْ يجد رائحة الشيء لا يناله قطعًا، وهذا محمول على أنه يستحق إلا يدخل أولًا مع الفائزين، ثم أمره إلى الله تعالى كأمر أصحاب الذنوب كلهم إذا ماتوا على الإيمان، وقيل: المعنى أنه يكون محرومًا من ريح الجَنَّة

<<  <  ج: ص:  >  >>