للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ

===

وفي قوله: "في سبيلي" وما بعده من المحسنات البديعية: الالتفات عن قوله: "في سبيله" بضمير الغيبة.

والمعنى: أعد الله من خرج من بيته مجاهدًا في سبيله، حالة كونه لا يخرجه من بيته غرض من الأغراض، إلا غرض جهاد في سبيلي، وإلا غرض إيمان وتصديق بكتابي، وإلا غرض تصديقٍ واقتداءٍ برسلي.

وجملة قوله: (فهو علي ضامن) جملة معترضة مقدمة على محلها.

وقوله: (أن أدخله الجنة ... ) إلى آخره، مفعول أعد الله؛ أي: تضمن الله تعالى وأعد من خرج في سبيله لتلك الأغراض المذكورة أن يدخله الله الجنة وقت خروج روحه قبل وقت دخول الناس يوم القيامة، إن قتل شهيدًا (أو) تكفل له (أ) ن يـ (رجعه) ويرده (إلى مسكنه) ومنزله (الذي خرج منه) لأجل جهادي إن لم يقتل، حالة كونه (نائلًا ما نال) أي: فائزًا ما فاز (من أجر) وثواب إن لم يغنم (أو) أجر و (غنيمة) إن غنم .. (فهو) أي فذلك المذكور من إدخال الجنة أو إرجاعه إلى مسكنه بأجر فقط أو أجر وغنيمة .. (ضامن) أي: مضمون له عليَّ ملتزم لي واجب له على مقتضى وعدي؛ لأني لا أخلف الميعاد.

فالكلام على التقديم والتأخير؛ كما ذكرناه آنفًا، فضامن فاعل بمعنى مفعول؛ كـ: {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} (١)، و {مَاءٍ دَافِقٍ} (٢) أي: مرضية ومدفوق، وقيل: معناه: ذو ضمان؛ كما أفاده النووي.


(١) سورة الحاقة: (٢١).
(٢) سورة الطارق: (٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>