للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- ثُمَّ قَالَ -: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ .. مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَبَدًا، وَلكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ،

===

قوله: "أو أن أرجعه إلى مسكنه" قال النووي: معناه: أن الله سبحانه ضمن أن الخارج إلى الجهاد ينال خيرًا بكل حال؛ فإما أن يستشهد فيدخل الجنة، وإما أن يرجع بأجر وغنيمة إلى مسكنه.

(ثم) بعد أن بشر المجاهد بهذه البشارة العظيمة (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (و) أقسمت لكم بالإله (الذي نفسي) وروحي (بيده) المقدسة (لولا أن أشق على المسلمين) أي: لولا مخافتي إدخال المشقة على المسلمين بخروجي مع كل سرية لـ (ما قعدت) ولا جلست في بيتي (خلاف سرية) أي: بعد خروج جيش (تخرج) من المدينة وتجاهد (في سبيل الله) وطاعته لإعلاء كلمته.

وقوله: (أبدًا) ظرف مستغرق لما يستقبل من الزمان ملازم للنفي متعلق بالقعود المنفي.

والمعنى: ما قعدت في زمن من الأزمان المستقبلة وهم خارجون للجهاد، بل أخرج مع كل سرية؛ لأنال فضيلة الجهاد.

وفيه بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الشفقة على المسلمين والرأفة لهم، وأنه كان يترك بعض ما يختاره ويحبه للرفق بهم، وأنه إذا تعارضت المصالح .. بدأ بأهمها.

وفيه مراعاة الرفق بالمسلمين والسعي في إزالة المكروه والمشقة عنهم.

وقوله: (ولكن ... ) إلى آخره، جملة مستدركة على ما قبلها، مسوقة؛ لبيان كيفية إدخال المشقة عليهم؛ أي: ولكن (لا أجد) أنا (سعة) وكثرة من المال فاشتري لهم به دواب كثيرة يركبونها (فأحملهم) عليها فيكونون معي إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>