للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ فَيَتَخَلَّفُوا بَعْدِي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؛ لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ".

===

خرجت (ولا يجدون) هم بأنفسهم (سعة) وكثرة من المال، وهنا محذوف يدل عليه ما قبله؛ والتقدير: أي: ولا يجدون سعةً من المال يشترون بها من الدواب ما يحملهم (فيتبعوني) ويكونوا معي إذا خرجت كل مرة، وإذا لم يكن عندي ما أحملهم عليه، ولم يكن عندهم ما يركبون عليه، وخرجت أنا مع كل سرية (و) الحال أنه (لا تطيب) ولا ترضى (أنفسهم فيتخلفوا) عني في المدينة (بعدي) أي: بعد خروجي مع كل سرية (شق عليهم ذلك) التخلف عني في المدينة.

والفاء في قوله: (فيتخلفوا بعدي) زائدة، وفيه حذف أن المصدرية، وجملة أن المقدرة مع الفعل في محل النصب مفعول (تطيب) كما يدل عليه لفظ رواية مسلم، والله أعلم؛ هذا ما ظهر للفهم السقيم.

(و) أقسمت لكم بالإله (الذي نفس محمد) وروحه (بيده) المقدسة (لوددت) وأحببت وتمنيت (أن أغزو) وأجاهد (في سبيل الله) وطاعته لإعلاء كلمته (فأقتل) في تلك الغزوة (ثم) أحيا و (أغزو) وأجاهد ثانيًا (فأقتل) ثانيًا (ثم) أحيا و (أغزو) وأجاهد ثالثًا (فأقتل) ثالثًا.

وفي هذا بيان فضيلة الغزو والشهادة، وفيه تمني الخير والشهادة، وفيه تمني ما لا يمكن في العادة إذا كان من الخيرات، قاله النووي رحمه الله تعالى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الإيمان، باب الجهاد من الإيمان، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والنسائي في كتاب الإيمان، باب الجهاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>