للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

===

مسلم عن أنس: (لغدوة) كما سيأتي للمصنف، فاللام لام الابتداء، وهي المسوغة للابتداء بالنكرة؛ نظير: لرجل قائم؛ أي: لمرة من الغدو؛ وهو السير أول النهار إلى الزوال في سبيل الله؛ أي: في الجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى (أو روحة في سبيل الله) تعالى؛ أي: لمرة من الرواح؛ وهو السير من الزوال إلى آخر النهار و (أو) هنا للتقسيم والتنويع، لا للشك، وذكر الخبر بقوله: (خير من الدنيا وما فيها).

والمعنى: لثواب المجاهد في سبيل الله يناله على مرة من الغدو في سبيل الله، أو على مرة من الرواح في سبيل الله .. خير وأفضل وأعظم وأنفع من الدنيا الواسعة المشتملة على العالم العلوي والسفلي وما فيها من النعيم.

ومعنى الحديث: أن فضل الغدوة أو الروحة في سبيل الله وثواب أحدهما .. خير وأنفع من نعيم الدنيا لو ملكها إنسان وتصور تنعمه بها كلها؛ لأنه زائل فان، ونعيم الآخرة باق دائم، والباقي وإن قل خير من الفاني وإن كثر انتهى. "دهني".

قال الحافظ: الغدوة - بالفتح -: المرة الواحدة من الغدو؛ وهو الخروج في أي وقت كان من أول النهار إلى انتصافه؛ والروحة: المرة الواحدة من الرواح؛ وهو الخروج في أي وقت كان من زوال الشمس إلى غروبها. انتهى من "الفتح".

قال ابن دقيق العيد: قوله: "خير من الدنيا وما فيها" يحتمل هذا الحديث وجهين؛ أحدهما: أن يكون من باب تنزيل المغيب منزلة المحسوس تحقيقًا له في النفس؛ لكون الدنيا محسوسة في النفس، مستعظمة في الطباع، فلذلك وقعت المفاضلة بها، وإلا .. فمن المعلوم أن جميع ما في الدنيا لا يساوي ذرةً مما في الجنة، والثاني: أن المراد: أن هذا القدر من الثواب خير من الثواب

<<  <  ج: ص:  >  >>