للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

الذي يحصل من لو حصلت له الدنيا كلها .. لأنفقها في طاعة الله تعالى، حكاه الحافظ في "الفتح" (٦/ ١٤).

وقال أيضًا: ويؤيد الاحتمال الثاني ما رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد من مرسل الحسن، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا فيهم عبد الله بن رواحة، فتأخر عن الذهاب؛ ليشهد الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لو أنفقت ما في الأرض .. ما أدركت فضل غدوتهم".

والحاصل: أن المراد: تحقير أمر الدنيا، وتعظيم أمر الجهاد، وأن من حصل له من الجنة قدر سوط .. يصير كأنه حصل له أمر عظيم من جميع ما في الدنيا، فكيف بمن حصل منها أعلى الدرجات؟ !

والنكتة في ذلك: أن سبب التأخر عن الجهاد الميل إلى سبب من أسباب الدنيا، فنبه هذا المتأخر أن هذا القَدْرَ اليسير من الجنة أفضل من جميع ما في الدنيا. انتهى من "تحفة الأحوذي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الغدو والرواح، والدارمي في كتاب الجهاد، والبغوي، وابن أبي شيبة في "مصنفه"، والطبراني، والنسائي في كتاب الجهاد، باب فضل غدوة في سبيل الله.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>