كلمة الله تعالى كلمة التوحيد؛ أي: ثواب مرة واحدة منهما .. (خير) أي: أعظم وأفضل وأنفع (من الدنيا وما فيها) من النعيم.
ومعنى هذا الحديث: ثواب ذلك الزمن القليل في الجنة خير من الدنيا وما اشتملت عليه من زخارفها؛ أي: من ثواب التصدق بما فيها، قاله تزهيدًا في الدنيا وتصغيرًا لها، وترغيبًا في الجهاد، فينبغي أن يغتبط صاحب الغدوة والروحة بغدوته وروحته أكثر مما يغتبط أن لو حصلت له الدنيا بحذافيرها نعيمًا محضًا غير محاسب عليه، مع أن هذا لا يتصور. انتهى "قسطلاني".
والمعنى: ولثواب المرة الواحدة من الغدوة التي يغدوها ويمشيها المجاهد في سبيل الله، أو ثواب المرة الواحدة من الروحة التي يروحها المجاهد في سبيل الله؛ أي: ثوابهما في الجنة .. خير من ثواب التصدق بالدنيا وما فيها من النعيم لو أمكن تملكها والتصدق بها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع كثيرة؛ منها: كتاب الجهاد، ومسلم في كتاب الإمارة، والترمذي في كتاب الجهاد، والنسائي في كتاب الجهاد.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة، ولكن سند المؤلف ضعيف؛ كما قد علمت، فالحديث ضعيف السند، صحيح المتن بغيره.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال: