للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَسْتَقِلَّ .. كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَرْجِعَ".

===

(عن عمر بن الخطاب) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات إن كان عثمان بن عبد الله سمع من عمر بن الخطاب؛ فقد قال في "التهذيب": إن روايته عنه مرسلة، لكن قال: قال أبو زرعة: روايته عن عمر بن الخطاب مذكورة في "صحيح ابن حبان"، فالمثبت مقدم على النافي؛ على القاعدة المشهورة؛ لما عند المثبت من زيادة علم.

(قال) عمر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من جهز) - بتشديد الهاء - (غازيًا في سبيل الله) أي: هيأ له أسباب سفره وجهاده؛ من مركوب وأسلحة وزاد ومزادة وماء (حتى يستقل) ويتفرغ لجهاده من شواغل مؤونة الجهاد .. (كان له) أي: لذلك المجهز على تجهيزه إياه (مثل أجره) أي: أجر الغازي؛ أي: مثل أجر عمل يعمله الغازي في جهاده؛ من الفر والكر والمسايفة والمضاربة والمراماة؛ أي: مثل أجر عمل يعمله الغازي في غزوه (حتى يموت) ويقتل ذلك الغازي شهيدًا (أو يرجع) ذلك الغازي إلى بيته سالمًا؛ أي: يكتب للمجهز بكل عمل يعمله الغازي في جهاده حتى يقتل أو يرجع مثل أجر يكتب للغازي على عمله حتى يقتل أو يرجع إلى بيته؛ لأن تفرغ الغازي للجهاد واشتغاله به بسبب تجهيزه له، فكأن جهاده مسبب عن تجهيزه؛ والمعنى: أنه مثله في الأجر وإن لم يغز حقيقةً، ويستفاد من هذا الحديث فائدتان:

إحداهما: أن الوعد المذكور مرتب على تمام التجهيز؛ وهو المراد بقوله: "حتى يستقل".

<<  <  ج: ص:  >  >>