للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِه، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ الله، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ".

===

(قال) ثوبان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل دينار ينفقه الرجل) أي: يصرفه الرجل في الخيرات؛ أي: أكثره أجرًا عند الله تعالى، وهو مبتدأ، خبره: (دينار ينفقه) أي: يصرفه ويوزعه (على عياله) أي: على من يعوله وينفقه ويلزمه مؤنته؛ من نحو زوجة وخادم وولد.

ولفظ "الجامع الصغير": (أفضل الدنانير) أي: أكثرها ثوابًا إذا أنفقتها (دينار ينفقه الرجل على عياله) أي: على من يعوله ... إلى آخره.

(ودينار) معطوف على الخبر؛ أي: ودينار (ينفقه على فرس) مربوط (في سبيل الله) تعالى من نحو الجهاد؛ أي: الذي أعده للجهاد عليه (ودينار ينفقه الرجل على أصحابه) أي: على رفقته المجاهدين معه (في سبيل الله) تعالى، كذا في "المرقاة".

والمراد: أن إنفاقه عليهم يكون في سبيل الله، لا في سبيل النفس والشيطان، وقيل: أراد بسبيله كل طاعة؛ كسفر الحج وطلب العلم وصلة الرحم، وقدم العيال؛ لأن نفقتهم أهم. انتهى "مناوي".

وفي رواية مسلم هنا زيادة، ولفظها: (قال أبو قلابة) بالسند السابق: (وبدأ) النبي صلى الله عليه وسلم في الإنفاق (بالعيال) لأن الإنفاق عليهم أكثر ثوابًا، ولأن العيال أعم من أن تكون نفقتهم واجبة عليه أو مستحبة؛ يعني: أن الإنفاق على هؤلاء الثلاثة على الترتيب المذكور .. أفضل من الإنفاق على غيرهم، ذكره ابن الملك.

ولا دلالة في الحديث على الترتيب؛ لأن الواو لمطلق الجمع، إلا أن يقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>