وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر أنه كان من العباد، وأنه مات من قرآنٍ قُرِئَ عليه، له عندهم حديث واحد؛ وهو هذا الحديث. انتهى من "الكوكب الوهاج" في الجزء (٢٠)(ص ٢٥٨)، فثبت في "مسلم" أنه صحيح السند والمتن جميعًا.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقي الله) تعالى؛ وهو كناية عن موته، أو هو عند لقائه في عرصات القيامة (و) الحال أنه (ليس له أثر) أي: علامة في كونه مجاهدًا (في سبيل الله) وطاعته؛ كالشجة في وجهه أو رأسه، وكقطع عضو من أعضائه؛ كاليد أو الرجل .. (لقي الله) سبحانه وتعالى؛ وهو جواب (من) الشرطية (وفيه ثلمة) - بضم المثلثة وسكون اللام -: نقصان، وأصلها في نحو الجدار، ثمَّ استعيرت للنقص.
قال السندي: قوله: "وليس له أثر" أي: عمل؛ بأن غزى، أو جهز غازيًا، أو خلفه بخير، أو نية؛ كما يفيده الأحاديث.
ولفظ رواية أبي داوود: عن عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي: (من مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه بغزو .. مات على شعبة من نفاق) أي: على نوع من أنواع النفاق؛ لأن النفاق له خصال؛ كما أن للإيمان خصالًا.
ولفظ رواية مسلم: عن عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة: (من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه .. مات على شعبة من نفاق) - بضم الشين وسكون العين - أي: على خصلة من نفاق؛ أي: مات على نوع من أنواع النفاق؛ أي: من مات على هذا .. فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد، ومن تشبه بقوم .. فهو منهم.