قوله: "أجرى عليه" أي: أجرى له ثواب عمله الصالح الذي كان يعمله في حياته؛ فضلًا منه تعالى مع انقطاع عمله بموته، فلا ينافي هذا الحديث حديث: "إذا مات ابن آدم .. انقطع عمله إلا من ثلاث" فإن المراد: لا يبقى العمل ظاهرًا إلا لهؤلاء الثلاث؛ فإن عملهم باق لا ينقطع، فليتأمل. انتهى "سندي".
قوله: "وأجرى عليه رزقه" أي: فهو كالشهيد حي مرزق من رزق الجنة.
قوله: "وأمن من الفتان" - بفتح الفاء وتشديد التاء للمبالغة - والمراد: الجنس الصادق بالملكين، أو المراد به: الشيطان ونحوه ممن يوقع الإنسان في فتنة القبر؛ أي: عذابه، أو المراد: ملك العذاب، وقرئ بضم وتشديد جمع فاتن، والمراد بالجمع: ما فوق الواحد؛ وهو منكر ونكير، والمراد أنهما: لا يجيئان إليه للسؤال، بل يكفي موته مرابطًا في سبيل الله ولا يزعجانه (وبعثه الله) تعالى من قبره (يوم القيامة آمنًا) غير خائف (من الفزع) والخوف من أهوال يوم القيامة وشدائدها. انتهى "سندي".
وفي "الزوائد": إسناده: صحيح؛ معبد بن عبد الله بن هشام ذكره ابن حبان في "الثقات"، ويونس بن عبد الأعلى أخرج له مسلم، وباقي رجال الإسناد على شرط البخاري.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، لكن رواه البزار في "مسنده" عن أحمد بن منصور بن يسار عن عبد الله بن صالح عن الليث عن زهرة بن معبد عن أبي صالح مولى عثمان عن عثمان وأبي هريرة، وله شاهد من حديث سلمان الفارسي، رواه مسلم في "صحيحه" وغيره، ورواه الإمام أحمد بن حنبل في