للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ قَالَ لِلْفَرَسِ: "وَجَدْنَاهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ"، قَالَ حَمَّادٌ: وَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ أَوْ غَيْرُهُ قَالَ: كَانَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ يُبَطَّأُ فَمَا سُبِقَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.

===

له عن التجسس ويُرجِّعُهم إلى منازلهم (ثم) بعدما قال للناس ما ذكر (قال للفرس) أي: مدحًا للفرس الذي ركبه وكان أولًا بطيئًا: (وجدناه) أي: وجدنا هذا الفرس (بحرًا) أي: كالبحر في سرعة السير (أو) قال صلى الله عليه وسلم للفرس: (إنه) أي: إن هذا الفرس (لبحر) أي: كالبحر في كونه ذلولًا سريع الجري؛ على وجه التشبيه البليغ، والشك من الراوي أو ممن دونه.

(قال حماد) بالسند السابق: (وحدثني ثابت) بن أسلم أيضًا (أو غيره) أي: غير ثابت أن أنسًا (قال: كان) ذلك الفرس (فَرَسًا) مملوكًا (لأبي طلحة يُبَطَّأُ) بالبناء للمجهول؛ أي: كان فرسًا يُعَدُّ بطيئًا، أي: بطيءَ السيرِ والجَرْي قبل ركوبه صلى الله عليه وسلم (فـ) كان ذلك الفرسُ (ما سُبق) بالبناء للمفعول؛ أي: ما كان مسبوقًا لغيره (بعد ذلك اليوم) الذي ركبه النبي صلى الله عليه وسلم فيه، فكان بعد ذلك اليوم سابقًا لغيره لا مسبوقًا ببركةِ ركوبِه صلى الله عليه وسلم إياه.

قوله: (يبطأ) أي: يعرف بالبطء والعجز في السير والجري.

قال العيني في "العمدة": (٦/ ٣١٢): والبحر: هو الفرس الواسع الجري، وزعم نفطويه أن البحر من أسماء الخيل، وهو الكثير الجري، لا يفنى جريه؛ كما لا يفنى جري ماء البحر. انتهى.

قوله: (قال) أنس: (وكان) ذلك الفرس قبل ذلك اليوم (فرسًا يبطأ) على صيغة المجهول؛ من التبطئة على وزن التزكية؛ أي: يعرف بالبطاءة والعجز وسوء السير، فوجده صلى الله عليه وسلم جميل السير والمشي، فقال: (وجدناه بحرًا) أي: واسع الجري؛ كالبحر، وهذا من جملة معجزاته صلى الله عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>